وزير الدفاع الأمريكي عمل مستشارا عسكريا للإمارات قبيل تعينه

وزير الدفاع الأمريكي عمل مستشارا عسكريا للإمارات قبيل تعينه

كشفت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية عن أن «جيمس ماتيس»، قبل تعيينه وزيرا للدفاع بإدارة «دونالد ترامب»، وبعد تقاعده من سلاح البحرية، عمل مستشارًا عسكريًا لدى دولة الإمارات.

ورغم تقليل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من أهمية تلك المعلومة، إلا أنها تثير تساؤلات بشأن النفوذ الأجنبي داخل الوزارة الأهم في الولايات المتحدة، وما إذا كان هناك عسكريون بها يعملون لحساب حكومات أجنبية من عدمه.

 كما تثير تساؤلات أخرى بشأن موقف «ماتيس» من الأزمة الخليجية الراهنة بين السعودية والإمارات والبحرين (إضافة إلى مصر) من جانب، وقطر من جانب آخر، وخاصة ما إذا كان ما يظهره الرجل من دعم للدوحة في تلك الأزمة حقيقيا من عدمه.

وحصلت «سي إن إن» على تلك المعلومة من خلال السجلات التي أفرج عنها سلاح البحرية الأمريكي، وفقا لقانون حرية تداول المعلومات حول سجلات الضباط المتقاعدين.

وتظهر السجلات أن «ماتيس» قدم طلبا للحصول على موافقة لتقديم المشورة للإمارات في 4 يونيو/حزيران 2015، وتمت الموافقة عليه في 6 أغسطس/آب من نفس العام.

المعلومة أكدها المتحدث باسم «البنتاغون»، «جيف ديفيس»، لكنه حاول التقليل من أهميتها.

وقال إن «ماتيس» قدم النصيحة للإمارات حول كيفية إعادة بناء جيشها.

وأضاف «ديفيس»: «عمل ماتيس مع الإمارات كان مجانيا، ولم يكن يمثل حينها الحكومة الأمريكية، وسددت الإمارات تكاليف سفره بالكامل».

وأشار إلى أن عمل «ماتيس» في الإمارات كان قانونيا بحكم أنه جنرال عسكري متقاعد، مضيفا: «بالتأكيد لم يتم إخفاء تلك المعلومات، وذُكرت عند ترشيحه وزيرا للدفاع».

وتقاعد «ماتيس» عن قوات البحرية الأمريكية في 2013، بعدما وصل إلى منصب رئيس القيادة المركزية الأمريكية، وكان يشرف على عمليات الجيش الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وعمل جنبا إلى جنب مع مسؤولين عسكريين إماراتيين.

مشورة غير رسمية

في السياق ذاته، نقلت «سي إن إن» عن مسؤول إماراتي وصفته بأنه على علاقة مع «ماتيس» (دون الكشف عن هويته)، إن الوزير لم يكن يقدم المشورة لأبوظبي بصفة رسمية على الإطلاق.

وأضاف: «كان يزورنا من وقف لآخر كما هو الحال مع باقي العسكريين الأمريكيين السابقين، وكانت زياراته فرصة لتقاسم تقييمات تطورات المنطقة، وكان ولا يزال صديقا موثوقا به، يساعدنا للحفاظ على قوة العلاقة».

وتابع: «ماتيس زار الإمارات 3 مرات على مدى عدة سنوات، والتقى أحيانا ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان».

لكن الشبكة الأمريكية نقلت تساؤلا لـ«ماندي سميثبرجر»، مدير مشروع الإصلاح العسكري في مؤسسة «بوغو»: «كيف يمكن أن يؤدي ماتيس كل تلك المشورات والنصائح بصورة غير مدفوعة الأجر، هذا أمر يثير تساؤلات محتملة حول تضارب المصالح».

وتابع قائلا: «بتلك الطريقة يمكن بكل بساطة أن يكون هناك نفوذا أجنبيا داخل المؤسسة بتلك الخطورة، وعلينا أن ننظر بصورة متفحصة إذا ما كان ضباط سابقون تابعون لنا يعملون لحساب حكومات أجنبية».

وسبق أن أشاد «ماتيس» بالجيش الإماراتي؛ إذ صرح لصحيفة «واشنطن بوست» في 2014 قائلا عن هذا الجيش: «إنهم ليسوا على استعداد للقتال فحسب، بل هم محاربون عظيمون، وهناك احترام متبادل وإعجاب شديد لما يفعلوه، وما يستطيعون القيام به من قبل الجيش الأمريكي»

الكاتب