بلومبيرغ .. السعودية عملت جاهدة لاقناع الامارات بحزب الاصلاح اليمني

بلومبيرغ .. السعودية عملت جاهدة لاقناع الامارات بحزب الاصلاح اليمني

ذكر موقع "بلومبيرغ" أن زعيم حزب الإصلاح اليمني محمد اليدومي، كان يحضر قمة القدس في اسطنبول عندما دعي لزيارة العاصمة السعودية الرياض، لمقابلة وصفها الموقع بأنها مع "أقوى زعيمين في العالم العربي". 

ويشير التقرير، الى أن طائرة سعودية خاصة وصلت وطارت به إلى الرياض؛ للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وذلك بحسب مسؤول الإعلام في حزب الإصلاح عدنان العديني

ويقول الموقع إنه لم يرشح إلا القليل عن الاجتماع، مستدركا بأن حقيقة حدوثه تكشف عن عملية إعادة اصطفاف في اليمن، الذي يشهد حربا أهلية منذ ثلاثة أعوام، التي دخلت فيها الإمارات العربية المتحدة والسعودية، وتدهورت إلى كارثة إنسانية

ويلفت التقرير إلى أن اليدومي يترأس حزب الإصلاح اليمني المرتبط بحركة الإخوان المسلمين، التي تتعامل معها كل من السعودية واليمن على أنها حركة محظورة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي وضعت فيه السعودية تحفظاتها حول الحزب، ورحبت بأعضائه، كجزء من الحركة المعترف بها دوليا، إلا أن الإمارات لم تقم باتصالات مباشرة معهم.

وينقل الموقع عن العديني، قوله إن الأمير محمد بن سلمان "قام بجهد كبير، وهو جهد يعبر عنه اللقاء والحاجة إليه"، وأضاف: "يبدو أنه محاولة لإزالة المعوقات التي تواجه التحالف والحكومة الشرعية في القتال" ضد المتمردين الحوثيين

ويورد التقرير نقلا عن المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي، قوله إنه "من الباكر جدا الحديث عن تقدم في ظل العلاقات المتوترة بين حزب الإصلاح والإمارات، ومن الصعوبة نزع فتيل التوتر في لقاء واحد، لكنه تعبير عن استعداد للتفاهم حول الموضوعات الكبرى".

ويذكر الموقع أنه قتل على الأقل 14 ألف شخص منذ التدخل الذي قادته السعودية، بالإضافة إلى أن هناك حوالي مليون شخص أصيبوا بالكوليرا، وثلاثة ملايين من 28 مليون نسمة أصبحوا نازحين، لافتا إلى أن اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عقّد الوضع العسكري والسياسي في البلاد، وأدى إلى تعثر جهود وقف الحرب

وينقل الموقع عن نائب رئيس الوزراء السابق مصطفى نعمان، قوله في مقابلة من بيروت، إن "اللقاء كان مفاجئا؛ لأن الإمارات العربية المتحدة لم تقم باتصالات مباشرة مرتبطة بالإخوان المسلمين"، وأضاف نعمان: "تقييمي أن السعودية قامت بوضع الكثير من الضغوط على الإمارات لفتح علاقات مع الإصلاح؛ لأنه في نهاية الأمر يمثل قوة على الأرض". 

ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى قول وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، إن اللقاء مع اليدومي كان "مثمرا وإيجابيا وبناء".

ويعتبر حزب التجمع اليمني للإصلاح، أبرز الفاعلين السياسيين في معركة "استعادة الشرعية"، فيما تسعى الإمارات لإبعاد قادة التجمع اليمني للإصلاح - بدعوى إنتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين - عن المشهد السياسي اليمني، حيث دارت خلافات بين أبوظبي والرئيس هادي على خلفية اتهامه بالتقرب من حزب الإصلاح، فيما تشن الميليشيات الموالية لأبوظبي حملات اعتقال واعتداءات متكررة بحق قيادات حزب الإصلاح في اليمن، مع التضييق على قيادات المقاومة اليمنية في تعز كونهم من قيادات حزب الإصلاح.

وجاء هذا اللقاء بعد مضي أكثر من أسبوع على مقتل الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، برصاص حلفائه الحوثيين في صنعاء، بعد اشتباكات دامية شهدتها بين قوات الحليفين لثلاثة أيام.

ويتواجد رئيس حزب «الإصلاح» منذ مارس/آزار 2015، في العاصمة السعودية، مع عدد من القيادات البارزة في الحزب، بينهم أمينه العام، «عبدالوهاب الأنسي»، واللذان يعملان في الهيئة الاستشارية للرئيس «عبدربه منصور هادي».

الكاتب