ناصر بن غيث: انتقد معبدًا هندوسيًّا، فصار معتقلًا سياسيًّا..!!

ناصر بن غيث: انتقد معبدًا هندوسيًّا، فصار معتقلًا سياسيًّا..!!

هو الدكتور ناصر بن غيث المري، خبير اقتصادي ومحلل مالي، أكاديمي معروف بخبرته الواسعة، حيث يعتبر من أشهر الخبراء الاقتصاديين على مستوى الخليج والوطن العربي، حاصلٌ على شهادة ليسانس حقوق، أتبعها بدرجة الماجستير في القانون الاقتصادي، ثم درجة الدكتوراه من جامعة آسيكس البريطانية في تخصص التكتلات الاقتصادية الذي يُعدّ جديداً والأول من نوعه في المنطقة.

إنجازاته:
لدى الدكتور بن غيث عديدٌ من الإنجازات في المجال الاقتصادي، حيث عمل محاضرًا في جامعة السوربون أبو ظبي (أول إماراتي يحاضر في الجامعة)، ليعطي محاضرات في القانون الدولي والعلاقات الدولية والدبلوماسية لطلبة الماجستير.
وهو أول من تـنبّـأ بوقوع الأزمة الاقتصادية العالمية عام2008م، وقد حذّر من وقوعها في كتاباته المتكررة عام 2007م، مؤكدًا أن الأزمة بدأت بالظهور منذ 2006م ونهايات 2005م.
اشتُهِر بمقالاته الجريئة التي ينتقد فيها أي شيءٍ يرى فيه خطأ أو خطرًا على الوطن العربي والإمارات بشكلٍ خاص، عبر كتابات وتغريدات شخصية.
قضيته:
كانت جرأته في طرح المواضيع والانتقادات سببًا في دمار حياته، ولم يحسب بالًا أنه في دولة القمع والمؤامرات تحت قيادة محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، فحين سمع "بن غيث" بصدور قرار بناء معبد هندوسي في الإمارات قد أثار ضجة كبيرة، وأطلق المغردون هاشتاغ (#بناء_معبد_هندوسي_في_أبوظبي) الذي انتشر بسرعة النار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فوصل لأعلى التريندات عبر تويتر، حيث اعتبره العديدون قرارًا خاطئًا مخالفًا لتعاليم الشريعة الإسلامية في بلدٍ عربي مسلم، فكيف يعُقل بناء معبد بوذي هندوسي في أرضٍ مسلمة؟!

وكان من بين المعارضين بطلنا الدكتور "بن غيث" الذي كتب تغريدة واحدة فقط ينتقد فيها القرار، يقول فيها: (الظاهر جماعتنا فاهمين التسامح بين الأديان كلش غلط)، وكانت التغريدة تعليقًا على صورة انتشرت عبر المواقع لمواطن إماراتي يشارك البوذيين طقوسهم!

وكانت هذه القاضية لحياة هذا الرجل المخلص لوطنه ودينه، فقد اعتقلته السلطات الإماراتية أو بمعنى أدق خطفته إلى مكانٍ مجهول منذ أغسطس 2015م وحتى الآن.

وكان "بن غيث" اعتُقل سابقًا لمدة 7 أشهر عام2011م، لأنّ أمن الدولة اتهمه بـ"الإساءة العلنية" لمسئولين إماراتيين كبار، كما انتقد عمليات القتل الجماعي التي نفذتها قوات الأمن المصري بحق متظاهرين في ميدان رابعة بالقاهرة 2013م، بعد إسقاط حكومة الإخوان المسلمين الشرعية المنتخبة.

وفجّر اعتقال "بن غيث" ثورةَ تغريداتٍ للناشطين الحقوقيين عبر تويتر رفضًا لاعتقاله، ووصل هاشتاغ (#اعتقال_ناصر_بن_غيث) لأعلى التريندات في الإمارات والخليج العربي.
ومن أبرز المغردين الذين أبدوا استياءهم واستنكارهم لاعتقاله كان الدكتور الإماراتي "عبد الخالق عبد الله" المستشار السياسي لوليّ عهد أبو ظبي حيث قال: (ناصر بن غيث زميل عزيز وصوت عاقل وكاتب شجاع ومواطن محب لوطنه ومخلص لقيادته، أرفض تصديق هذه الإشاعة).
كما غرّد الدكتور باسم خفاجي قائلاً: (مفكر وخبير اقتصادي إماراتي حرّ ونفسه أبيّة، اعترض على إنشاء معبد هندوسي في وطنه يعتقلوه! إنه إرهاب الدول في أبشع صوره).

في حين تسابقت مؤسسات ومنظمات حقوقية للدفاع عن حادثة خطف "بن غيث" وأصدرت موقع (هيومن رايتس وتش) مقالاً مطولاً يحكي فيه قصة هذا البطل وعملية اعتقاله التعسفية المناهضة لحقوق الإنسان، كما قالت السيدة "سارة ليا ويتسن" المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: (يبدو أن ناصر بن غيث وقع مرة أخرى ضحية لعدم تسامح السلطات الإماراتية مع الانتقاد وخوفها من حرية التعبير، إنه لأمرٌ يبعث على القلق الشديد أن تكون سلامته تحت رحمة جهاز أمن دولة له سمعة في التعذيب وتجاهل القانون).

ومازال "بن غيث" وإخوانه من الأحرار الشرفاء يقبعون تحت وطأة السجان الظالم دون وجه حق، وبلا أي تُهمٍ واضحة ولا محاكمات، في أكبر انتهاك لحقوق البشر في المنطقة العربية والعالم أجمع!.

الكاتب