زيارة الملك سلمان لمصر .. هل أخرجت عيال زايد من اللعبة المصرية؟

زيارة الملك سلمان لمصر .. هل أخرجت  عيال زايد من اللعبة المصرية؟

خاص - شؤون إماراتية
 

"الامارات: اذا انا بدفع يعني أنا شريك وأحكم"، "السعودية: زمن المنح والمساعدات انتهى".. قد تبدو هاتان العبارتان هما المدخل لفهم النتائج التي قد تترتب على زيارة الملك سلمان لمصر.

إذ أن سعي "عيال زايد" لفرض سيطرتهم وشروطهم على القرار المصري بحسب ما كشفت "خطة ورؤية ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لحكم مصر وإدارتها"، التي نشرها "ديفيد هيرست"، 22 نوفمبر الماضي في موقع "ميدل ايست أي"، ولجوء معارضي السيسي لأبوظبي، أثار غضبا مصريا، سعت المملكة لاستغلاله.

وفي سياق التنافس السعودية الاماراتي على النفوذ في مصر، وفشل المشروعات والاستثمارات الاماراتية الكبرى، جاء الدخول السعودي بجملة استثمارات ضخمة قد تصل الي 60 مليار دولار بحسب مصادر مصرية، ليطرح السؤال عما اذا كانت المملكة قالت للإماراتيين "كش ملك"، وفي طريقة لإخراج "عيال زايد" من اللعبة المصرية!.

 فقبل زيارة الملك سلمان الاخيرة، طرح تقرير نشرته صحيفة «ذي ناشيونال» التي تصدر بالإنجليزية في الامارات، يدعو القاهرة للتعجيل بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على قروض، ويشير صراحة لتردد الخليج في ارسال الاموال لمصر، تساؤلات حول ما إذا كانت الامارات تمارس ضغوطا متزايدة على القاهرة، وتسعي لتطبيق نظرية "سأعطي بشروطي" و"أنا الذي يحكم"؟.

وبالمقابل، وقعت مصر والسعودية 9 أبريل الجاري، بجانب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم في عدة مجالات تشمل الكهرباء والإسكان والطاقة النووية والزراعة والتجارة والصناعة في ضوء دعم الرياض لحكومة السيسي.

وتوقعت وزيرة الاستثمار داليا خورشيد أن ترتفع حزمة الاستثمارات السعودية من 30 مليار دولار أعلنها الملك سلمان، إلى أكثر من 60 مليار دولار بعد دخول عدد كبير من الشركات السعودية لإجراء دراسات جدوى لعدد من المشاريع الاقتصادية في مصر.

بل أن صحيفة اليوم السابع المصرية زعمت السبت 9 أبريل، نقلا عن مصادر مصرية، أن الملك سلمان سيعلن خلال ساعات عن وديعة سعودية جديدة بالبنك المركزي "ستكون بمبلغ مالي كبير"، وهو تطور لافت لأن نفس المصادر المصرية تحدثت عن قرض اماراتي بمبلغ 1.5 مليار دولار قبل شهر ولم يتحقق.

وتحتاج مصر لوديعة خليجية عاجلة تساعد في دعم سوق الصرف وتحديداً سعر صرف الدولار الأمريكي، في ظل نقص الاحتياطي النقدي الأجنبي الي 16.5 مليار دولار أمريكي، وتوقع نقصها الي 14.2 مليارا في يونية المقبل عقب سداد مصر قرض قطري بمليار دولار، وسداد دين لنادي باريس بـ 800 مليون دولار.

ويذكر أن المملكة العربية السعودية لديها وديعة بالبنك المركزي بقيمة 2 مليار دولار، ضمن حزمة مساعدات اقتصادية تقدمت بها المملكة لمصر بعد ثورة 30 يونيو.

وسبق أن كشف مصدر مالي مطلع بأحد البنوك المصرية الكبرى لـ "شؤون إماراتية" أن الإمارات اشترطت على مصر، لكي تحل محل القرض القطري الذي يحل موعد سداده يوليه المقبل، أن تدفع 1.5 مليار دولار للخزينة المصرية، مقابل تدخلها في بعض قرارات البنك المركزي فيما يخص بعض الاستثمارات العربية.

ويبدو أن الشروط الاماراتية للوديعة الجديدة، مقابل التسهيلات السعودية أخرجت "عيال زايد" من اللعبة المصرية ودفعت السعوديين للفوز بـ "كش ملك" بفعل الاستثمارات الضخمة وما يتردد عن توقع وضع وديعة جديدة في البنك المركزي يعتقد أنها لن تقل عن 2 مليار دولار.

وتلخصت خطة محمد بن زايد في حكم مصر مستقبلا، بحسب وثيقة ميدل ايست أي في عبارة: "الآن سأعطي، ولكن سأعطي بشروطي، إذا كنت أنا الذي يعطي فأنا الذي يحكم".
 

عيال زايد يشوهون الزيارة

ولوحظ أن اللجان الالكترونية الاماراتية نشطت مع بدء زيارة الملك سلمان في الترويج للاستثمارات الاماراتية في مصر، عبر هاشتاج (#المشروعات_التنموية_الإماراتية_في_مصر)، فيما يبدو لإظهار التنافس على مصر مع السعودية.

حيث وصفوا هذه الاستثمارات الاماراتية بأنها "ملحمة تنموية ساهمت في تحقيق نتائج اقتصادية واجتماعية للتخفيف من تحديات مصر"، وركز اللوبي الالكتروني الذي يشارك فيه مصريون على عبارة "شكرا عيال زايد".

فيما سعت منشورات صحفية يمولها عيال زايد في مصر لتشوية المشروعات السعودية ضمنا عبر الحديث عن مشكلات تعوق تنفيذ جسر الملك سلمان بين البلدين، والبيروقراطية المصرية التي عطلت مشروعات الامارات.

كما ركزت نفس الصحف المدعومة ماليا من الامارات وخاصة "البوابة" التي يديرها النائب عبد الرحيم علي، في الدفاع عن فضح وثائق بنما ما نشر عن "عيال زيا"، مشيرة لأن "امتلاك رئيس الإمارات إمبراطورية عقارية في لندن قانوني".
 

خلافات اماراتية سعودية

على مدار السنوات الماضية، اتسمت العلاقات السعودية الإماراتية بتوتر في أوقات كثيرة، وبتعاون تكتيكي في بعض الأوقات، لكن الفتور كان السمة الأساسية للعلاقات بين الرياض وأبوظبي.

وتكشف وثيقة لموقع ويكليكس يعود تاريخها الى 25 يونيو 2008 أن وزير الخارجية عبد الله بن زايد كان يحاول تحريض الأمريكيين ضد نظام الحكم في السعودية، وفي وثيقة أخرى، يعود تاريخها الى 21 يوليو 2006 تنقل السفارة الأمريكية في أبوظبي الى واشنطن وجهة نظر محمد بن زايد بشأن السعودية، حيث قال : إن "الامارات وقطر خاضتا حروباً ضد السعوديين، وإن الامارات خاضت 57 معركة ضد السعودية خلال الـ 250 سنة الماضية".

الكاتب